السبت، 7 مايو 2011

صور مؤلمة من ظلم بعض الرجال للمرأة

صور مؤلمة من ظلم بعض الرجال للمرأة
صُوَرٌ مُؤْلِمَةٌ مِنْ ظُلْمِ الْبَعْضِ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ

مقتبس من خطبة المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ونفع به
بتاريخ الرابع من الجمادى الأولى 1432 هـ

’’ إن الله تعالى حرّم الظلم بجميع صوره، حرّم الظلم بجميع صوره، يقول الله في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة"، والله جل وعلا أعز المرأة المسلمة، ورفع قدرها، واستنقذها مما كانت تُعامل في الجاهلية من هضم لحقوقها، وإذلال لها وإهانة لها، فجاء الشرع بالنهي عن ظلمها بكل أنواع الظلم.‘‘ ~


فمن صور ظلم المرأة :

[1] أن يخدعها خاطبها، فيظهر الخاطب أو الخاطبة أيضاً ما لهذا الرجل من مزايا، من صلاح، واستقامة، وتعامل حسن، ووعود معسولة، وأحاديث يتبين بعد حين كذب كل ما قالوا وعدم صحته.

[2] سوء عشرة المرأة وسوء معاملتها وهذا كله من الخطأ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فمن عباد الله من يجعل السب واللعن للمرأة والإذلال لها لأجل كونه قيّماً عليها، وهذا أمر يخالف شرع الله، فالعدل والإحسان وحسن القول مطلوب من المسلم، قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) .
[3] ضرب المرأة الشديد والمؤذي، سواء بسبب أو بدون سبب، فإن الله أباح الضرب بعد الهجر والموعظة، ضرباً لا يؤثر ولكن يؤدب من غير ضرر، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب النساء، فقال عمر: يا رسول الله ذئِرن النساء على الرجال، فرّخص، ثم طاف ببيوت النبي نساء يشكون أزواجهم فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد طاف بآل محمد نساء يشكون أزواجهم ليسوا بخياركم"، وقال: "لا يضرب رجل امرأة ثم يضاجعها في آخر يومها"، وتقول عائشة رضي الله عنها ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأةً ولا خادمًا إلا أن يكون في جهادٍ في سبيل الله.
[4] مخاطبة المرأة بأقبح الأسماء والصفات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا تقبّح ولا تضرب الوجه"، أي لا تقول قبحكِ الله، فالكلام السيئ الجارح أعظم من الضرب، فلا يصلح الخطاب بالألفاظ السيئة الوقحة، وإنما التخاطب بين الناس بالخطاب المُفهم المؤدي للغرض من غير إساءة وإذلال.

[5] عدم العدل بين الزوجات حال التعدد، فإن الله جل وعلا لمّا أباح التعدد شرطه بالقيام بالواجب، وأن يأمن عدم الظلم، والقدرة على العدل، قال جل وعلا: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا) [النساء:3]، وفي الحديث: "من كانت له امرأتان فمال مع إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل".
[6] منعُ المرأة من زيارة أهلها أحياناً والحيلولة بينها وبين الالتقاء بوالديها وإخوانها لأتفه الأسباب التي لا داعي لها.

[7] تحميل المرأة ما لا تُطيق فإن ذلك خلاف السنة، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، قدوة كل مسلم، وأسوة كل مسلم، تُسأل عائشة عن حاله في بيته، قالت: كان يكون في حاجة أهله، فإذا أذن المؤذن خرج للصلاة.

[8] فرض التبرج والسفور على المرأة والاختلاط بالرجال الذين ليسوا محارمها وربما فرض عليها النظر إلى بعض المواقع الرذيلة المنحطة التي لا قدر ولا قيمة لها، لكن أولئك لا يستحيون ولا يخجلون من هذه المناظر السيئة والفرض على الزوجة لتشاهد هذه المناظر القبيحة المنافية للمروءة والأخلاق والشيم.

[9] حرمان المرأة من الميراث والحيلولة بينها وبين أن تأخذ الإرث من أبيها أو أمها أو أبنائها كل ذلك من الجهل فإن الله جل وعلا أعطى المرأة حقها في الميراث، فأعطى للزوجة ربعاً أو ثمناً، وإن كانت أماً سدساً أو ثلثاً، وإن كانت بنتاً نصفا أو أكثر من بنت فيشتركن في الثلثين، وإن كانت أختاً فالنصف أو ما بقي، وهكذا ترتيب المواريث، فجعل الله ذلك حداً من الحدود لمّا أنهى المواريث، قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء:13-14]، وقال في آخر سورة النساء: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء:176]، فحق المرأة في الميراث واجب أن تعطى حقها، سواء كانت زوجة أو أماً أو بنتاً أو أختاً على ما قسم الله وقدّر، فاللذين يحولون بين المرأة وبين نصيبها من الميراث ويضعون العراقيل أمامها ويهددونها ويهينونها ويهجرونها ولا يريدونها حتى تتنادى مع حقوقها كاملة ويجحدون ويحاولون بكل وسيلة إخفاء حقوقها، أولئك ظالمون لأنفسهم معتدون آكلون مالاً حراماً، معطلون لحكم من أحكام الله، بل لو اعتقد أحد أن توريث المرأة خطأ أو نقص لكان ذلك ردة عن الإسلام نسأل الله السلامة والعافية، ومن صور ظلم المرأة ما يفعله بعضهم من أن يضايقها في نفقاتها قال جل وعلا: (لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) [البقرة:233]، وقال: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) [الطلاق:6].
[10] إسترجاع الخاطب للمهر وذلك بعدما يخِطب امرأة ليتزوجها ثم لا يكون في قلبه ميول لها من غير نقص في دينها أو أخلاقها لكن لمّا رأى عدم ميوله إليها حاول الإضرار بها ليسترجع المهر الذي دفعه لها، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) [النساء:19]، وقال: (وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً* وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) [النساء:20]، فحقها في المهر تملكه بالدخول عليها، فلا يحل له أن يضارها من غير نقص وخلل في دين ولا تعامل.

[11] التدخل في حُرِّ مالها الخاص الذي اكتسبته بوظيفة أو نحو ذلك، فإن بعضاً من هؤلاء يضار المرأة حتى يأخذ حقها وحتى يأخذ مرتبها، فقد يضار بها زوجها وقد يضارها أبوها فيشرِط عند العقد أن جميع مرتباتها له وأنه المتولي عليها كل هذا ظلم وعدوان فمالها المكتسب بعملها حق لها حفظه لها الشارع، فلا يجوز التعدي عليه ولا الأخذ منه إلا بإذنها، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبةٍ من نفسه".

[12] استغلال ضعف المرأة وإغرائها بأن تأخذ قروضًا كثيرة طويلة الأجل، ويفتح باسمها مؤسسات ونحو ذلك، فتستغرق ذمتُها ديون لو بحثت بعد حين عن مكسب لها لرأت حسابها أصفاراً ولا ترى شيئا، يستغل ضعفها باسم الأمور المشتركة والحياة المشتركة، وباسم التنمية، وباسم، وباسم، حتى إذا أخذ الوكالة منها تصرف بقدر ما يتصرف على قدر ما يملي له الهوى والظلم والعدوان ثم تخلى عنها بطلاق أو هرب عنها والاسم باسمها والأمور باسمها وذمتها مشغولة وهذا اللئيم الخسيس الذي لم يراقب الله ولم يخفه، يدعها تتحمل الديون الكثيرة وتطالبها المصارف بالحقوق ويذهب مالها ومرتبها كل ذلك قضاء لتلك الديون الوهمية التي حملت إياها وإنما مصالحها لذلك الزوج اللئيم كل ذلك خلاف للحق وخروج عن منهج الله.



~ ’’ فالعدل كل العدل أن يُعطى كل حقه من غير ظلم ولا عدوان هكذا دعت الشريعة فالواجب على الرجال جميعا تقوى الله والتعاون على الخير وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم

زملائي يصاحبون البنات ويريدون أن أكون معهم ... فأرشدوني

زملائي يصاحبون البنات ويريدون أن أكون معهم ... فأرشدوني
السؤال


أنا شاب عمري 17 سنة، وكل من حولي من زملائي يصاحبون البنات ويحاولوا أن يأخذوني معهم إلى نفس الطريق، ولكني ما زلت أقاوم حتى الآن، ولكن المشكلة أن أحدا منهم عندما أنصحه لا يقبل النصيحة، وهذا ما يزيد من حزني.

والسؤال: أرجو تزويدي ببعض الأحاديث والآيات التي تكون عونا لي عند نصح زملائي كما تكون تثبيتا لي في نفس الوقت.

وجزاكم الله خيرا عنا وعن جميع المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أحسنت يا صابر، ونسأل الله أن يثبتك وأن يصلح لك علانيتك والسرائر، ومرحبًا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون الخير لكل شاب مثابر، وكم نحن سعداء بحبك النصر والبشائر.

ابني الفاضل: سر على طريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وتجنب طريق الشهوة والغواية، ولا تغتر بكثرة الهالكين، وذكِّر أولئك الشباب بأن الجزاء بالمثل وأن العبث بأعراض الآخرين يضع أعراضهم في مهب الريح، وكما تدين تدان، ثم بيِّن لهم مخالفة ما يفعلونه لشريعة الله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، وبيِّن لهم أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن شريعة الله حرمت مجرد النظر والخلوة؛ لأنها وسائل توصل إلى ما بعدها، وكما قيل:

"نظرة فابتسامة فكلام فموعد فلقاء فعار فنار" – والعياذ بالله – ولذلك قال سبحانه: {ولا تقربوا الزنا}، ولم يقل لا تزنوا فقط.

وأرجو أن يعلم كل شاب أن العلاقة مع البنات تؤثر على مستقبله العلمي وتسلبه السعادة الزوجية مستقبلاً؛ لأنه سوف يظل في عذاب دائم وحسرات وزفرات وشكوك وآهات، وكل من يؤسس علاقات مع النساء يحرم نفسه من لذة الحلال ويعرض نفسه لغضب الكبير المتعال، ولذلك فنحن ننصحك بما يلي:

(1) كثرة اللجوء إلى الله والدعاء لنفسك ولأصدقائك.

(2) البحث عن رفقة صالحة تعاونك على الثبات وعلى النصح للآخرين.

(3) عدم الاستجابة لرغباتهم المريضة ودعواتهم الآثمة، فإن العفة تاج والطهر أغلى بضاعة بعد الإيمان.

(4) غض بصرك عن النساء، واجتهد في الابتعاد عنهنَّ، وتجنب الحديث معهنَّ إلا لضرورة.

(5) أشغل نفسك بدراستك بعد ذكرك لله وعبادتك.

(6) اتق الله حيثما كنت.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبالله التوفيق.

كيفية التعامل مع الذين لا يتقبلون النصح

 
كيفية التعامل مع الذين لا يتقبلون النصح


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد بعض الأشخاص الذين فُرض علينا التعامل معهم، لاسيما في العمل، أو حتى بعض الأقرباء الذين لا يتقبلون النصيحة في تصرفاتهم الغير مقبولة، ومعظم الأوقات نكون حذرين من أي مشكلة ممكن أن تقع معهم، فكيف أعاملهم دون مشاكل؟

وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن وجود الإنسان مع الجماعة له ضريبة وثمن، والأمر يحتاج إلى صبر واحتمال، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر عليهم، والإنسان يحتاج إلى شيء من المداراة والفهم لنفسيات من يتعامل معهم، وعلينا أن نقدم مصلحة العمل ومصلحة بقاء العلاقات الطيبة بين ذوى القربى، وذلك لاهتمام الشريعة بذلك.

وإذا صدق الإنسان واحتسب فإنه ينال الأجر العظيم في كل ذلك، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من المعاناة والآلام.

والإنسان العاقل يحرص على فهم كل شخص على أنه حالة خاصة منفصلة، فما يصلح لزيد قد لا يصلح لعمرو، وإذا فهم الإنسان هذه الفروق استطاع أن ينجح في التعامل، وقد يصل إلى مرحلة يدير فيها من حوله، وقد كتب بعض علماء الإدارة تحت عنوان: كيف تدير مديرك؟ ووصل إلى نقطة مهمة تتمثل في الفهم العميق للمدير وطريقة تفكيره والمسائل التي تسره وتلك التي تغيظه وتغضبه وهكذا، ومن هنا تتضح لك أهمية التأقلم مع الوضع ثم الاجتهاد في حسن التعامل، حتى يصل الإنسان إلى التآلف، مع ضرورة أن ينظر الإنسان أولاً إلى إيجابيات من حوله قبل النظر في سلبياتهم.

وإذا لاحظت أن هناك من يرفض قبول النصيحة فتأكد أولاً أن النصيحة كانت بطريقة صحيحة، وأنها لم تكن بين الناس، وحبذا لو قدمت الثناء والمدح قبل ذكر السلبيات، وأرجو أن تحرص على الدعاء لنفسك ولإخوانك فإن قلوبهم بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

كيفية التعامل مع الحاقد الحسود

كيفية التعامل مع الحاقد الحسود

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك شخص يبغضني ويكرهني، لأني متدين وخلوق وأصلي في المسجد وأتكلم مع الناس ومحبوب في منطقتي، وقد أصبح يشوش علي وينقل كلاما كذبا عني حتى يضلل الناس عني، فما الذي أتخذه ضده؟!

وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من حقد الحاقدين وكيد الكائدين ومكر الماكرين وكذب الكذابين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن كل ذي نعمة محسود، فأي إنسان يتميز في شيء بطريقة ملفتة للنظر فإنه لا بد أن يكون له أعداء، حتى وإن لم يُظهروا له العداوة، إلا أن بعض الناس أحيانًا قد لا يستطيع أن يُخفي ما في نفسه فيبدأ في شن الحرب الظاهرة على الطرف الآخر حتى يشوه صورته وينتقم منه، ولعله يتمنى زوال النعمة التي أكرمه الله بها، وهذا من الحسد المذموم الذي ذمه الله تبارك وتعالى وأمرنا أن نستعيذ منه به سبحانه وتعالى: {ومن شر حاسد إلى حسد}، وهذا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

فأنت لن تستطيع أبدًا أن تمنع الناس من كراهيتك، ولن تستطيع أبدًا أن تمنع الناس من أن يتكلموا فيك أو يشوشوا عليك أو يكذبوا عليك، لأن هذا أمر فوق طاقاتك ولم يكلفك الله به، وإنما بمقدورك أن تقوم برد إيجابي على هؤلاء، وأبلغ رد على هؤلاء ما يلي:

(1) أن تواصل ما أنت عليه من الخير ولا تتوقف عنه نهائيًا، ما دمت صادق النية وتفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله، فواصل ما أنت عليه وتمسك به.

(2) سل الله أن يتقبل منك هذه الأعمال كلها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.

(3) إذا كنت تعرف هذا الأخ عن قرب فحاول أن تتألفه، بمعنى أن تسلم عليه وأن تقدم له هدية في أي مناسبة من المناسبات، وحاول قدر الاستطاعة أن تتقرب منه، وأن تشعره بأنك تحترم وجهة نظره وأنك تقدر أفكاره الطيبة، وأنك تتمنى أن يتعاون معك في خدمة الناس، وحاول أن تخسأ شيطانه، لأن شيطانه هو الذي يؤجج في قلبه نار العداوة والكراهية، فإذا تقربت منه وحاولت أن تتودد إليه وأن تتلطف معه فلعل ذلك يكون كافيًا بإذن الله في رد شره عنك.

(4) عليك بسلاح الدعاء، فإن الدعاء كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وأخبرنا بقوله صلوات ربي وسلامه عليه: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)، والله تبارك وتعالى قال قبل ذلك كله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.

فتوجه إلى الله بالدعاء أن يهديه الله وأن يصلح ما بينك وبينه، كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام مع المشركين، فإن ما تعانيه عانى النبي عليه صلوات ربي وسلامه من أهله وعشيرته في مكة أضعاف أضعاف هذه المعاناة، ورغم ذلك ما كان يزيد على قول (اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون)، بل إن جبريل عليه السلام عندما جاء للنبي عليه الصلاة والسلام في طريق عودته من الطائف وهو حزين ومنكسر نتيجة سوء الاستقبال وسوء المعاملة والرد السيء وقال له: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين - أي الجبلين -، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام أبى ذلك وقال: (بل أدعو الله تعالى أن يهديهم، لعل الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يُشرك به شيئًا) فكان صلى الله عليه وسلم حريصًا على هداية الناس والدعوة والدعاء لهم.

وإذا تقربت منه فلا تعاتبه أبدًا في أي إساءة جاءت منه، لأنه قد تكون ظروفه صعبة، وأنت رجل متميز أكرمك الله بأشياء هو محروم منها، ولعله يفعل ذلك من باب الكراهية التي جرت عليها الناس، ولكن المسألة عنده بصورة أكبر وأشد من غيره، فالناس المتميزون عمومًا يُزعجون غير المتميزين في كل زمان وفي كل مكان، ولكنك تستطيع أن تطفئ نار الفتنة بحسن العشرة وحسن المعاملة والسلام عليه والمصافحة كلما قابلته، ولا تُشعره بأنك مغضب منه، وإنما كلما قابلته سلم عليه وادع له (نسأل الله أن يوفقنا وإياك لطاعته ورضاه، وأن يجعلنا وإياك من أهل الجنة، وأن يعيننا وإياك على طاعته)، ثم انتهز هذه الفرص إذا قابلك في مكان وأنت معك زجاجة طيب من الممكن أن تقدمها له هدية بين الحين والآخر وهكذا حتى تطفئ غيظه.

وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يعطي مثل هؤلاء الناس ويحاول أن يبالغ في إكرامهم لعله أن يطفئ نار الغضب والكراهية في قلوبهم، ولعله بذلك أن يؤلف قلوبهم على الحق، فأنت تستطيع أن تؤلف قلبه حتى يعلم أنك أحسن منه، وبحسن العشرة والمعاملة والدعوة والدعاء سوف تتألف قلبه وسوف يكفيك الله تبارك وتعالى شره، وأرجو أن لا تشغل بالك به أبدا واستمر فيما أنت فيه وأحسن معاملته، وسترى النتائج قريبًا، نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد.

وبالله التوفيق.

كيفية التعامل مع أصدقاء سيئين

 كيفية التعامل مع أصدقاء سيئين
السؤال
جاءني شاب لا يتجاوز الـ31 عاماً من العاملين بالمقاولات في أعمال الدهانات، واقترض مبلغاً من المال مني ولم أسأله عن رد ذلك المال، فاعتبرته كصدقه أو عمل خير وهو لم يذكر لي شيئاً عن هذا المال، وبعد ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى طلب مني أن أقرضه مرةً أخري، في حين أني على علم بأنه يتردد على المقاهي ويقوم بشرب الدخان، فماذا تنصحني: هل أقرضه أم أكتفي بالقرض الأول الذي يعلم الله أني مسامح له فيه؟ وشكراً جزيلاً 
الجواب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ضياء محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فهذه - بحمد الله عز وجل – خصلة عظيمة قد وفقك الله جل وعلا إليها، إنه إعانة المسلم وقضاء حاجته وهذا فيه فضل عظيم ومنقبة جليلة - بحمد الله عز وجل – لاسيما وأنك قد جمعت بين القرض وبين الصدقة؛ فهذا خير إلى خير، وقد خرج مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من نفَّسأي فرَّج – عن مؤمنة كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). وخرَّجا في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة). فالحمد لله الذي وفقك لهذه الخصلة الكريمة.

وأما ما أشرت إليه من هذا الشاب الذي اقترض منك أنه يتردد على المقاهي وأنه يُدخن مما فيه إشارة إلى أنه قد يُنفق هذا المال في غير وجهه وقد يكون طالبًا إياه لأجل هذه المقاصد، فهذا أمر وارد في حال هذا الشخص، فإن عادة المقترض الذي يكون في حاجة للمال أن يحافظ على ماله وأن ينفقه في وجهه، فإذا ظهرت مثل هذه العلامات دل ذلك على عدم تقدير هذا الإنفاق في وجهه المشروع أو على أقل تقدير التهاون فيه، ومع هذا فأجرك على الله جل وعلا، فلو فرض أن إنسانًا طلب منك قرضًا أو صدقة وهو كاذب في ذلك لكنت مأجورًا في نيتك، كما خرَّجاه في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلمأنه قال: (قال رجل: لأتصدقنَّ بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني..) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فأُتي – أي أُخْبِر عن طريق رؤيا صادقة أو نحوٍ من هذه الأمور – فقيل له: أمَّا صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أتاه الله) وهذا الأصل قد قرره النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، فأجرك في جميع أحوال.

إذا عُلم هذا فإنه لا يجب عليك أن تقرضه قرضًا آخر باتفاق أهل العلم وإنما إن شئت أقرضت وإن شئت لم تقرض، وأما إن أردت إقراضه فهذا لا مانع منه ولكن ينبغي حينئذ أن تنصحه بأن ينفق هذا المال في وجهه المشروع، على أن في امتناعك عن إقراضه في مثل هذه الحالة أيضًا وجه معتبر لأنك قد ظهر لك منه علامات تدل على عدم إنفاق هذا المال في وجهه الصحيح، ولربما كان يطلب هذا المال لغير مقاصد سليمة - كما لا يخفى على نظرك الكريم – فلو أنك وضعت هذا المال في يد من هو أحوج لكان خيرًا عظيمًا ولكان أفضل وأوقع في الصدقة والأجر، وأنت صاحب الموازنة في هذا، فانظر أين تضع مالك واجعله في اليد التي تكون أشد حاجة وأشد فاقة، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونسأل الله عز وجل أن يزيدك خيرًا وفضلاً، وأن يجعلك من عباد الله المحسنين الذين قال فيهم: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وأهلاً وسهلاً ومرحبًا وبمراسلتك إلى الشبكة الإسلامية التي ترحب بك على الدوام.

وبالله التوفيق.